الشاعرة فلورا قازان نبوءة المطر Poet Flora Kazan

الجمعة، 16 يونيو 2017

قِطافُ


قِطافُ 


أيقظني الفجرُ على وجْهِكَ الصَّبُوح
فأَشرَقَتْ عيوني بـشوقٍ مفضوح
قَطفَ من خيوطِ الشمسِ آيَةَ نـورٍ 
وتَلاهَا بكفّي إيمانًا في بياضِه الوُضُوح 


حَبلُ الصَّمتِ

رغمَ غيابِكَ الهَشِّ 
وحَبلِ الصَّمتِ المقطوعِ بثرثرتِكَ الخَبيثة 
ما زالَ خَمريّ الرَّمادِ
يَغمُرُ ثَغْري بالدَّلالِ
تتَقَافَزُ سيقاني الشقيّة فوقَ الماءِ
تُنْبِىء (إِفْرُودِيْتَ) الغواية بِحَكايا البِحَارِ
تَخْتَرِقُ شِريانَكَ الأيسر 
تَمُدّهُ بأوكسيجين الوَلَهِ والاشتياق 
تَطبَعُ على جِيدِ الرِّيح ألفَ قُبلَةٍ 
تُناجي نَهدَ السَّماءِ الثائر
بأُنوثةٍ تُراقِصُ الخُيول الجامحةِ 
على صَدى صَهيلِ خِلخال 
تَرْتَدي عَباءةَ الهَذَيان 
وتدسّ خَمرَك في شِريانِ الأحلام 
ترنيمةُ الآهِ في حُنجَرةِ القَصيدة 
بلَحنِ النِّسْريْن الشَّرِسَة
من أكمامها تَتَساقَطُ الفِتْنَة 
ويَشُبُّ بأعماقِكَ وهَجُ الثّورات!

شَهِيٌّ أَنتَ

شَهِيٌّ أَنتَ 
حينَ تستنفِزُّكَ اللهفةُ
على فَوهةِ بُركانْ

نَبوءَة حُلم

لم تَكُن عاديةً 
تِلكَ الصُّدْفَةُ
حينَ احْتَلَّ
وَجهُكَ المَدى
جَعَلْتَني
أرتقي دَرَجَ الحُلمِ
وأُطلقُ شِفاهي
لآلهةِ النَّدى
وأثورُ 
فأراني 
في هودجِكَ 
لهفةً شهيَّةً
مستقرّةً على
مائدةِ الجوعِ
ومن زاويةِ فمي 
يَسيلُ الشَّهد
ويَعسُل الصَّدَى
شَبَقُ الَّلهفةِ 
شقاوةُ هوى 
تثيرُ سيقانَ الحقولِ
فَتَهُبُّ 
جيوشُ الحواسِ
تَلتهمُكَ كخطيئةٍ وثنية
تَسري كالّلهبِ 
في ممرّاتِ الجَسَد 
بخشوعٍ 
ترفعُ مَزاميرَ الرَّجاءِ
على مذبحِ الصَّدرِ 
قَرابينَ عشقٍ 
تتلوها بِرِقّةٍ
آيةً ... آية
وبِفُضُولٍ
تُقدِّمُ 
خِمَاري الورديَّ
قربانَ رغبةٍ
لآلهةِ الشَّمسِ 
وعيناكَ الشَّرِهَتانِ 
تُمارسانِ في معبدِ اللذَّةِ 
وصايا سرياليَّة 
تُعَمِّدُني
بالماءِ والنَّارِ والنُّور 
بكلِّ الطقوسِ

ياه كَمْ أنتَ شَهِيٌّ

حين تَعبُرُ 
فوق بيادري الخَصبَةِ
بفصولِكَ الأربعةِ
وأنفاسُكَ أسرابٌ من طيورٍ 
تَعزِفُ بأناملِكَ
على فَقراتِ وَلهي 
سمفونيةَ الفصلِ الخَامسِ
كم هي 
باذخةٌ .. عابثةٌ .. عائمةٌ
أحضانُك وَسطَ شهقاتٍ
من حشودٍ متوافدةٍ 
بثمارِ التّوتِ
تمضغُها بِنَهَمٍ
مُضغَةً ... مُضغَة 
وتمتصُّ عصيرَها بلذَّةٍ 
رشفةً ... رشفة 
لِتعودَ يَداكَ 
مرّةً أُخرى تقطِفُ 
من أعلى هِضابي
عناقيدَ الكَرزِ اليانعةِ
بعسل الجُنون
قطفةً ... وقطفةً 
تَحصدُ ماءَ جَسَدي
مواسمَ من الغيمِ
قطرةً ... قطرة
تَروْي بها
عَطشَ الصَّحارى
دونَ أنْ تواري
فضيحةَ الظَّمأ المكنون 
عُد إلى سمائِك
أيُّها الشقيُّ الطاعنُ
في بَكارةِ شفاهي
لقد خَدشَ الصُّبحُ
كابوسَ قصيدتي 
وارتعشَتْ أبدَانُ الحقولِ 
وزَفَّ الفَجْرُ تراويحَهُ
لعرائسِ الضّوءِ 
وبزَغَ فجرُ القَوافي 
بالشجونِ 

ويحي منك يا أنا 

أَحيَا في نَومي
أميرةً عاشقة 
وأنا أَستَنْطِقُ
ظِلُّكَ : الحُلُمُ
المختوم بنبوءاتٍ كاذبة
أَذوبُ 
وأَذوبُ 
وأذوبْ!


حُلمٌ يرفضُ النّهايات 

ضَجيجُ صَمتِكَ حنينٌ 
وحَفنةٌ من أشواقِ 
النَّرجِسِ والياسَمين 
قَابَ قوسينِ أو أدنى 
كُلُّ ما في الأمرِ المُبين 
أنَّ رحيلَك بَدَّلَ القوانين 
قَلَبَ المَوازينَ 
أيُّها العابثُ بعنقِ الرِّيح 
جَعَلتَني فراشةً مُحْتَرقَةً 
بعدما عَلَّمْتُكَ قراءةَ الضّوءِ والرّياحين 
وصناعةَ الأعيادِ بِمِسكِ العُطور 
إنّي أتخيُّلُ أصابعَ الزَّهرِ... نحيلةً
تُسَابِقُ خُيولَ القصائِدِ خارجِ الفُصول 
وصَوتُكَ يَشقُّ وجهَ البحرِ
موجةً ... موجة!

تنهيدةُ فضول 

وسأَلِتِنَي : أَتُرَى أُحِبُّكِ؟
إنْ لم أُحُبُّكِ، حُلوَتي؛
فَلِمَنْ أغنّي في الغرامِ قصائدِي؟
أثيرُ بالشِّعرِ الَّلذيذِ سَماءَنا 
فالنَّهرُ احْتَرَقَ من اشْتعال القوافي 
وأنا سأُثيرُ في النّهدِ نهرَ مشاعري 
وأُذيبُ في شفتيك جَمرَ خواطري.
قُلتُ:
دَعْ شفاهَك خابيةً تعتِّقُ خَمرَ شَغَفي 
واتركني ثَمِلةً أرضعُ الرّوابي
أَنتَ ابتكرتَ العِشقَ عندَ ضِفافِهِ
وأنا ابْتَكَرتُكَ رَغبةً بِسَحَابي.
قالَ:
تناثرتْ سَكْرَى شفاهُ مَحَابِري
مِلْحُ عَطَشِي أَسْقَطَنِي فوقَ ضِفافُكِ 
لم أعُدْ أَخُطُّ بالحِبرِ السِّريِّ إلاَّ خطيئتي
فأنا الخطيئةُ يا حبيبةَ ليلتي 
وأنا الذي أَحيا بروحِ نوادِري 
أشواقي تحنُّ إلى وجدانِ ليلةٍ
تتشكَّلُ فيها الرّوحُ بدمِ الغُفرانِ 
قد جئتِ في زمنِ القطافِ ولم أَزلْ 
أحبو لثغرك ظامئًا ...
وعلى أديمِ الزهرِ قد كتبتُ اعتِرافي
عانقتُ مواسِمَ التّرحالِ ولم أحصُدْ 
غَيرَ احتراقٍ في تناهيدِ رِئتي 
أنا حصادُكِ من عمرٍ بِهِ وَجَعٌ 
دثِّريني؛ ففي شَفَتيكِ مقبَرتي وبَعْثي
مَحصولُ عُمري كفنُ أوجاعٍ
اِرتديني حنينًا؛ ففي صدرِكَ نشوتي 
فنادتنا السَّماءُ:أنتما مِنِّي
فارتديا ثوبي 
فآهاتِ الصُّدور مَمزوجةٌ بِسَكرَتي 
و بدفءٍ يَسكنُ بَردَ صَدريْ.

القِطافُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق