الشاعرة فلورا قازان نبوءة المطر Poet Flora Kazan

السبت، 30 ديسمبر 2017

فوبيَا الضّوء الجزء 3 فلورا قازان

للأمنِيات حكايا نسجتها الرياح



لا تَستغرِبْ
لا تَستغرِبْ
أنفاسي تُوشِكُ أنْ تتبخَّرَ
تَحرثُ الشّوقَ على أطرافِ الشَّمس
تُحيكُ من جدائلِها وسادةَ دفءٍ
وإزارًا من نارٍ ينتظرُ شتائِكَ المُفْتَرِس

(8)
بيني وبينكَ
بيني و بينك يا وطني الحزين
نجمةٌ كبيرةٌ تبكي دمَ الشهيد
وقمرٌ يغازلُ أحلامَنا على شاطئِ الكرامةِ البعيد
وغيمةٌ مسافرةٌ بأشواقِ الطفولةِ للعيد
بيني وبينك يا وطني الكئيب
كذبةٌ مقدسَةٌ ... وحقيقةٌ غاضِبة
وشمعةٌ خلفَ أسرابِ الوهمِ مُضاءةٌ بِدَمي
كرعشةِ أملٍ ودمعةِ ألمٍ وانْهيارِ قلمٍ
و قصيدةٌ حزينةٌ تجتاحُ الموتَ للسماءِ الهاربة

(9)
ليس للقادمين
ليسَ للقادمينَ
غيرُ اشتهاءِ الرحيل
ليس للصامتينَ
غيرُ انتشاءِ الصهيل
وليس للأرضِ
إلا انتظارُ المطر
مطرٌ
مطرٌ
مَطَرْ
فأين أُصبِحُ كالمطرِ ؟!
 
كالطائرِ الذي لا يخافُ بُندقيَّةَ الصَّيَّاد ؟!
كالأنهارِ التي تَعشقُ زُرقَةَ السَّماءِ
ولا تخشى من سطوةِ المنحدرْ ؟!

(10)
علمتني الحياةُ
علمتني الحياةُ
كيف النهاياتُ تكونُ ابْتِسَامَة
كيف البداياتُ تكونُ اسْتِقَامَة
لذا أتغاضى عَنِ الإسـاءةِ
صدّقوني ، أنا لا أدّعي الحكمةَ
ولستُ تابعةً لأيَّةِ مدرسةٍ فلسفيّهْ
أنا شهقةٌ من أنفاسِ حياتنا اليوميّهْ
إنني امرأةٌ أكثرُ من عاديَّة
قلبي ينبضُ بالحبِّ المطلقِ
أزرعُ شتلاتِهِ أينما حَلَلْتُ وأحيَا على أملِ صُمودِهِ
في وجهِ أعاصيرِ الأيامِ المرعِبَة
وفي كثيرٍ من الأحيانِ أشعرُ بأنَّهُ لا وجودَ له إلا في قلبي
وأحياناً كثيرةً أجدُهُ في ملامحِ كُلِّ إنسانٍ
في كلِّ مكانٍ وكلِّ زمان
كُلُّنا نسألُ : لماذا خُلِقْنَا في هذه الدنيا الأليمَة ؟!
لِمَ نتحملُ هذا العذاب ؟!
وكلنا يظنُّ بأنه وَجَدَ الجواب
و الحقيقةُ هي أننا لم نَصِلْ بَعدُ إلى سَفْحِهِ
ما دُمْنَا لم نُؤمِنْ
(بأن النهايةَ هي البداية )

(11)
حوريَّةُ السماء
لهفةُ المساءِ تغازلُ حوريةَ السماء
وما بين السماءِ والمساءِ شبقُ ارْتِواء
تحت ظلالِ الحلمِ نحاولُ دائماً أن نتنفَّسَ
وإنسكابُ الدمعِ ليس بالضرورةِ مصدرَ الوجع
بل هما الرجاء والأمل يتصدران فرحاً قد يأتي.



(12)
حواسُ الهوى
اِقتحمَتْ أسوارَهُ الشائكة بحوارٍ مِنَ النِّدِّ لِلنِّدِّ
قالتْ :
لقد أطلقتُ الفصاحةَ في دواوين النّدى
وشرَّعتُ ملاءة الحرفِ لحواسِ الهَوى
سأَطلي شحوبي لأبدو ذكرى جميلةً
لكن أريدك أن تعلمَ
أنني أحيا ما بين جسدِ خِواءٍ بلا هُوُيَّة
وملوحةَ عينٍ حارقة الدَّمعِ
تُجَندِلَ حزني على أغصانِكَ المُشاغِبة!
لِمَ لا تَشُدُّ ملاءَة الظِّلِّ على جسدِ اللحظةِ المُحْتَرِقة ؟
شَمِّرْ عن سَاعِدِ كبريائِك
لا تَتَمَلمَلْ وخُذْ من رئةِ الدخانِ نفسًا عميقًا
واخْتَرقْ احْتراقِي بشفاهِ الصّمتِ!
لِمَ أستسلم للحصارِ في باطنِ عقل
ثَقَبتُ جدَارَه بمسمارِ الظَّنِ ؟!
وسؤالٌ في تغريدةِ ذهنٍ:
هَلِ القلبُ الذي يُؤنِسُ جمودَك شمسُهُ دافئة ؟
أم هو مجروحُ الهوى بالبردِ ؟
أثارَ غضبَهُ هذا السَّردُ
فَشَخَصَتْ عيناهُ بغضبِ الشوق
اِبتسمَتْ كُلُّ حواسي النرجسيّةِ بمكرٍ
وقالت :
لا تنظُرْ إليَّ بعينٍ آنيةٍ
بَلِ انُظُرْ إليَّ بعينٍ حانيةٍ دون مؤامرة
فما من غطاءٍ دافىءٍ يسعني بَعْدَك
 
وقشعريرةُ الصقيعِ لا تقتلُهُا المُكَابَرة
أريدُ فَقَط التخفيفَ من وطأةِ الحزنِ
هلا أعرتني انتِبَاهَ أنامِلكَ السَّرمدية 
أم أنَّكَ ستتركني أرحلُ مرتديَةً عباءةَ الكآبةِ 
بانتظارِ نبرةِ اللهفةِ المُجندَلةِ
على أعتاب الذكرى ؟!
نَعَمٌ ولا، أم لا ونَعَمْ ؟!

(13)
 اِمتصاص
سأحاول أن أمتصَّ اختِنَاقِي
أترُكُ نافذةً مفتوحةً
لهَمسِكَ بين غفوةٍ وصحو
قل لي
كيفَ تُترجمُ ثقافةَ وَلَهِ العينِ ؟!
 العينُ التي لن تُفرِغَ ذخائرَها
في مهجةِ الضّوء
 
وسأعصرُ شَجَني
و أجعلُ من ضحكتي الكامدةِ المزيفةِ
على مِبسَمِي المضيءِ بالوُدِّ؛
لأقولني وأقولَكَ
حتى يقتنعَ الفجرُ وينبثقَ عطرُ الردِّ

(14)
أُنثى الضّوء
لأنَّني أُنثى الضّوءِ؛
تتنازلُ النجومُ لي عن عَرشِها، 
لأَنَّني أُنثى الفصولِ
تتخاصمُ الغيومُ تهجُرُ بعضَها
وتعودُ إلى أحضاني!  
لأنني أُنثى النبوءةِ ؛
ينسى الشتاءُ
تراتيلَهُ الصاخبة
في مِدفأةِ صدري
لأنني أنثى المحبَّةِ؛
أسامحُ كُلَّ من تفانى
في تمزيقِ مشاعري
وأوصالِ قَصائِدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق