الشاعرة فلورا قازان نبوءة المطر Poet Flora Kazan

الأربعاء، 9 أبريل 2014

من الند إلى الندِ









مِنَ النِّدِّ لِلنِّدِّ حواسُ الهوى /

اِقتحمَتْ أسوارَهُ الشائكة بحوارٍ مِنَ النِّدِّ لِلنِّدِّ
قالتْ :
لقد أطلقتُ الفصاحةَ في دواوين النّدى
وشرَّعتُ ملاءة الحرفِ لحواسِ الهَوى
سأَطلي شحوبي لأبدو ذكرى جميلةً
لكن أريدك أن تعلمَ
أنني أحيا ما بين جسدِ خِواءٍ بلا هُوُيَّة
وملوحةَ عينٍ حارقة الدَّمعِ
تُجَندِلَ حزني على أغصانِكَ المُشاغِبة!
لِمَ لا تَشُدُّ ملاءَة الظِّلِّ على جسدِ اللحظةِ المُحْتَرِقة ؟
شَمِّرْ عن سَاعِدِ كبريائِك
لا تَتَمَلمَلْ وخُذْ من رئةِ الدخانِ نفسًا عميقًا
واخْتَرقْ احْتراقِي بشفاهِ الصّمتِ!
لِمَ أستسلم للحصارِ في باطنِ عقل
ثَقَبتُ جدَارَه بمسمارِ الظَّنِ ؟!
وسؤالٌ في تغريدةِ ذهنٍ:
هَلِ القلبُ الذي يُؤنِسُ جمودَك شمسُهُ دافئة ؟
أم هو مجروحُ الهوى بالبردِ ؟
أثارَ غضبَهُ هذا السَّردُ
فَشَخَصَتْ عيناهُ بغضبِ الشوق
اِبتسمَتْ كُلُّ حواسي النرجسيّةِ بمكرٍ
وقالت :
لا تنظُرْ إليَّ بعينٍ آنيةٍ
بَلِ انُظُرْ إليَّ بعينٍ حانيةٍ دون مؤامرة
فما من غطاءٍ دافىءٍ يسعني بَعْدَك
وقشعريرةُ الصقيعِ لا تقتلُهُا المُكَابَرة
أريدُ فَقَط التخفيفَ من وطأةِ الحزنِ
هلا أعرتني انتِبَاهَ أنامِلكَ السَّرمدية
أم أنَّكَ ستتركني أرحلُ مرتديَةً عباءةَ الكآبةِ
بانتظارِ نبرةِ اللهفةِ المُجندَلةِ
على أعتاب الذكرى ؟!
نَعَمٌ ولا، أم لا ونَعَمْ ؟!

اِمتصاص
سأحاول أن أمتصَّ اختِنَاقِي
أترُكُ نافذةً مفتوحةً
لهَمسِكَ بين غفوةٍ وصحو
قل لي
كيفَ تُترجمُ ثقافةَ وَلَهِ العينِ ؟!
العينُ التي لن تُفرِغَ ذخائرَها
في مهجةِ الضّوء
وسأعصرُ شَجَني
و أجعلُ من ضحكتي الكامدةِ المزيفةِ
على مِبسَمِي المضيءِ بالوُدِّ؛
لأقولني وأقولَكَ
حتى يقتنعَ الفجرُ وينبثقَ عطرُ الردِّ

فلورا قازان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق